الشيخ العلامة العارف بالله ، الولي الفقيه المربي/ عبدالكريم بن عبدالقادر بن عبيد بن سالمين بن عبدالله بن سعيد بن موسى بن سليمان بن راشد المَلَّاحِي العصرني.
ولد ببلدة (مُورُوني) من أرض جُمهورية (جزر القُمْر)، سنة ١٣٢٨ه ، حيث كانت تقيم أسرته الحضرمية الأصل ، فقد كان أبوه عبدالقادر بن عبيد المَلَّاحي رئيساً للجالية العربية الموجودة بتلك الجزيرة.
وأما أُمُّه فهي الشيخة الصالحة/ ربيعة بنت سليمان بن سيف بن راشد الجسَّاسي ، عُمَانية الأصل.
أمضى باكورة حياته بتلك الجزيرة (موروني) ، وبها نشأ نشأته الأولى ، تحت رعاية والديه الصالحين ...
وفي سنة ١٣٤٢هـ ، وبعد مضي ١٤ عاماً من عمره ، عاد إلى مدينة (الشَٓحر) حيث موطن آبائه وأجداده ، وقد كانت عامرة بالعلم والعلماء ، أنيسة بمجالس الفقه والأدب ، ومحاضر الذكر والتذكير.
وقد صحب عدداً من أكابر أهل العلم ومعادن المعرفة ، من أهل الخشية والتَّألُّه ، منهم:
السيد الشريف العالم العلَّامة الفقيه الداعي إلى الله بلسان الحال والمقال الحبيب/ عبدالله بن عبدالرحمن بن الشيخ أبي بكر. شيخ ومؤسس رباط المصطفى بـ(الشحر) وعالمها ومرجعها في حل المشكلات والنوازل. لزمه الشيخ المترجَم ملازمة تامة ، وانتفع به وطالت به صحبته...
كما أخذ عن السيد المسند الإمام الكبير العارف بالله الحبيب/ أحمد بن محسن الهَدَّار. نزيل بندر (المُكَلَّا) والمتوفى بها ، ومقامه مشهور بجوار مسجد (بازرعة).
وكانت لصحبته بالسيد الشريف المسند الحبيب/ محبوب بن محمد بن عبدالقادر الجيلاني الهندي ثم الشحري أثرها حيث تلقَّى عنه وبه تخرَّج.
وممن علا به سنده وصحت به وصلته السيد الإمام الفقيه المفتي الحبيب/ أحمدبن أبي بكر بن سميط ، وابنه السيد الحبيب العارف بالله/ عمر بن أحمد بن سميط .
وحينما أسس السيد الإمام الحبيب علوي بن عبد الرحمن المشهور مدرسة (مكارم الأخلاق) ، التحق بها المترجم له ، وأخذ فيها عن عدد من أشهر أساتذتها المبرزين منهم:
ـ الشيخ الفقيه/ سالمين بن سعيد بن سرور.
ـ و الشيخ الفقيه/ رمضان ربيع باقنانة.
ـ والشيخ العالم المتفنن/ سعيد بن سعد بن نبهان.
كما أخذالعلم عن ثلة من العلماء المعاصرين له ومنهم :
ـ السيد العالم الأزهري/علوي بن علي الجنيدي.
ـ والسيد الولي الصالح/أحمد بن محمد بن إسماعيل.
ـ والشيخ القاضي الفقيه/ أحمد بن عوض المصلي.
وبعد تخرجه بـمدرسة (مكارم الأخلاق) التحق بسلك المدرسين بها ، وذلك سنة ١٣٤٨ه الموافق ١٩٢٧م.
ثم انتقل إلى مدينة (الحامي) شرقي بندر (الشحر) ؛ ليفتتح مدرسة (الهدى والفلاح) ويتولى إدارتها ، وكان في معيَّته ، رفيق دربه الشيخ العالم الفقيه/ سالم بن خميس حبليل .
وتُعدُّ مدرسة (الهدى والفلاح) أول مدرسة إبتدائية بها وذلك في سنة ١٣٥٧ه .
كما تولى ـ رحمه الله تعالى ـ إمامة عدد من المساجد ببندر (الشحر) ، منها:
ـ مسجد عمرو ، وهو أول مسجد تولى فيه الإمامة.
ـ ثم مسجد بن قَبُولة.
ـ ثم مسجد مرشد.
ـ ثم مسجد بن عمران.
ـ ثم مسجد بازيراق.
هذا وقد كان له اهتمام بالغ بإقامة حلقات العلم ومجالس التفقه ، فقد درّس في عدد من المساجد بها ، ثم في بيته حينما لزم بيته وكبر به السن.
وبالجملة فلقد كان الشيخ المترجم مرجع الأهالي في شؤون حياتهم ، ومحلاً للإستنارة برأيه ، فهو الفقيه المعلم ، والمفتي الأمين الورع ، والمصلح الفطن ، والمربي العاقل.
وبه تخرج في العلم والفقه واللغة عدد من طلبة العلم وحملته ، من الشحر خصوصاً ومن حضرموت عموماً وغيرها من البلدان.
وفي ظهر يوم السبت في ١٧ من شهر ربيع الآخر من سنة ١٤١٧هـ توفي هذا العالم الجليل والعارف النبيل ، الداعية الملهم ، والفقيه الصالح ، بعد حياة حافلة بالعطاء والصبر والعمل الدؤوب في صمت وخمول.
ودفن بجوار بيته في قبة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بلحاج بافضل صاحب (المقدمة الحضرمية) وغيرها من المؤلفات.
.