رئيس رابطة العلماء ، مفتي المالكية ، عضو المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي . محمد المكي بن محمد بن جعفر ، الكتاني ، الحسني . ولد بمدينة فاس بالمغرب سنة 1312 ه ، ونشأ بها ، وانصرف منذ صغره إلى حياة الرجولة ياشارة من والده ؛ فأتقن السباحة والرماية وركوب الخيل والصيد والضرب بالسيف . قرأ العلوم على والده ، كما درس في جامع القرويين بفاس ، غادر بلاده مع والده وأخيه السيد محمد الزمزمي سنة 1325ه كراهية الاستعمار الفرنسي ، فتوجهوا إلى الحجاز . وتنقل المترجم بين مكة المكرمة والمدينة المنورة ، وبقي فيها سنوات طويلة يقرأ على علمائها ، ويحصل على إجازاتهم ، ومنهم : الشيخ علي المالكي ، والشيخ علي أعظم ، والشيخ عمر حمدان المحرسي ، والشيخ عبد الباقي الهندي الأنصاري ، والشيخ عبد القادر الشلبي الطرابلسي. انتقل بعد ذلك إلى دمشق مع والده وأخيه ؛ وفي دمشق قرأ على علمائها ، فلازم الشيخ أمين سويد وأخذ عنه الإلهيات والتصوف ، وكتب الشيخ محيي الدين بن عربي وعلومه ، وبعد مدة عاد إلى المغرب مع أسرته ، واشترك مع والده في الجهاد ضد الفرنسيين ، ثم لما توفي والده في مدينة فاس سنة 1345ه ، رجع إلى دمشق ؛ فاستقر بها قائمة على التدريس والإرشاد . كان ذا نكتة حلوة ، وبديهة حاضرة ، وذكاء لماح ، شهد له علماء عصره بأنه المرجع في الفقه المالكي ، والتصوف ،. وكلام القوم ورموزهم . كره البدعة وأحب السنة ووقف عند حدود الله ، غزير الدمعة وحزنه كبير ، تميل إليه النفس وتحبه مع مهابته . ابتلي بآلام في جسمه ، فكتمها عن المقربين إليه وصبر عليها ، وكان مجلسه مجلس هيبة وعلم وذكر . توفي بدمشق بعد مغرب يوم الاثنين 16 ذي القعدة سنة 1393هـ ، 10 كانون الأول سنة 1973م ، بعد عملية جراحية في مستشفى دار الشفاء ، وصلي عليه في المسجد الأموي في اليوم التالي ، ودفن في مقبرة أسرته بالباب الصغير مع غروب الشمس في تشییع حافل ، وألقيت على قبره كلمات العلماء ؛ فتكلم الشيخ حسين خطاب ، والشيخ عبد الرؤوف أبو طوق ، وكان العزاء به في مشهد الجامع الأموي .
⠀